السلام عليكم ... اليوم قررت كتابة بعض افكاري بعد مشاهدة الحلقة الاولى من هذه الدراما، اعلم انها قد لا تكون افضل ما كتبه الكاتب ساكاموتو يوجي ولكنها لفتت انتباهي اكثر من بقية درامات الموسم فقد طابقت ذوقي بنواحٍ عديدة!
قبل الدخول في التفاصيل دعوني اقول بعض الكلمات عن نوع الدراما والجمهور الموجهة اليه...
اهم عنصر برأيي للاندماج باحداث دراما يابانية وفهمها هو الانتباه جيداً للحوار وانا اتكلم عن الدراما اليابانية الجادة، وبالطبع في الكوميديا اذا لم تفهم الحوار فستفوتك النكتة، في الدراما الجادة سيفوتك المغزى وما يريد الكاتب ان يقوله وغالبا ما يكون شيء يستحق الانتباه لمن يريد ان يخرج بفائدة مما يشاهد.
الدراما ليست لمن يبحثون عن الازياء والمكياج وقصات الشعر، القصة درامية والكاتب غالبا ما يُلبس ابطاله بشكل متواضع، بالطبع الكاتب رجل ومع ذلك فله درامات تدعم قضايا المرأة لكن من ناحية اجتماعية ليس من ناحية سطحية تتعلق بالمظاهر. بالاضافة الى ان مدينة كاريوزاوا التي صورت فيها الدراما درجات الحرارة فيها وصلت الى 16 درجة تحت الصفر!
هذه الدراما جمعت كاتبي المفضل والمخرج الذي يبدو انه مفضل لدي ايضاً اذ العديد من الدرامات التي اخرجها او شارك باخراجها هي من الدرامات المفضلة لدي ولدي اكثر من 5 درامات اخرى من اخراجه اتطلع بشدة الى مشاهدتها فاعلموا اني متحمسة لها ورأيي يخصني ولا اقصد منه التأثير على رأي احد. فحسب ظني ان اغلب فانز الدراما اليابانية العرب لن تعجبهم "بالتأكيد" ولكن لا يجب قول "بالتأكيد".
المشهد الاول يعطي انطباعاً واضحاً عن فقر الشخصية الاولى سوزومي (تقوم بدورها ميتسوشيما هيكاري).
فهي تجلس امام الشارع تعد قطع النقود القليلة التي القاها المارة ثم تشرب من علبة عصير بدل ان تتناول وجبة طعام دافئة، هنا نعلم ان هذه الشخصية فقيرة فقر مدقع. لكننا سنرى لاحقاً انها شخصية مرحة وتحب المشاغبة كثيراً لكنها في نفس الوقت تحمل سراً ايضاً وغرابتها تكمن في نزعها حذائها وجواربها كلما عزفت على الة التشيلو.
تقترب من سوزومي امرأة كبيرة بالسن تدفع بوجهها عملة 10 الاف ين، مبلغ مغري جدا لصديقتنا المعدمة ولكن لابد من شرط إذ تقدم لها صورة امرأة وتطلب منها ان تعقد صداقة معها.
بسرعة نجد انفسنا ونحن نشهد اجتماع الاربعة شخصيات معاً متجهين نحو منزل في احد الضواحي يعود لعائلة بيبو عازف الكمان. بيبو (يقوم بدوره ماتسودا ريوهي) يبدو من النوع الهادئ المتحفظ والمراعي لمشاعر الاخرين لكنه يطرح الاسئلة قبل الكل وان تكن اسئلته تبدو مغلفة بالاهتمام والاحترام. في الحقيقة عندما فكرت بكل شخصية ومميزاتها، بيبو كان اكثرهم غموضاً.
في الطريق يقلون الشخص الثالث عازف كمان متوسط (فيولا) يدعى ايموري (يقوم بدوره تاكاهاشي ايسي)، من اول مشهد نراه فيه يودع بطريقة حميمة فتاة غريبة عنه نعرف ان هذا الشخص من النوع العابث الذي لا يبقى ساكناً، أم كان له غرض من فعل ذلك امامهم؟
اما المرأة في الصورة وهي الشخص الرابع ماكي ماكي (تقوم بدورها ماتسو تاكاكو) فصوتها خافت لا يكاد يُسمع ومنظرها العام يوحي بأنها هادئة وتحب الاحتفاظ بخصوصياتها. من الحوار نفهم انها متزوجة وان زوجها قال لها افعلي ما تحبين فعله. ومع انها تبدو شخصية طبيعية اكثر من البقية لكنها تخفي سراً حتماً وبالأخص عندما نرى شقتها مع زوج الجوارب الملقاة على الارض. إذ نراها تنظف وترتب لكنها لا تمس الجوارب ولا تحركها من مكانها. كذلك لديها مشكلة مع كلمة "بالتأكيد".
لن أمضي بعيدا لاتكلم عن المشاهد بالتفصيل لكن اهتمامي بالدراما ازداد بعد النصف الثاني منها بكل تأكيد. الحوار اصبح اكثر وضوحاً وتركيزاً جمل عديدة ضربت اوتاراً صحيحة معي خصوصاً اذا عرفنا ان اغلب الحوار الذي تم التركيز عليه في القسم الاول له رابط ومدلول في النصف الثاني فاحداهما وضح واكمل الاخر.
بعد حادثة عازف البيانو نبدأ نرى تفاصيل اكثر عن شخصية ماكي إذ تخرج عن طورها المتحفظ بعد ان تضغط عليها سوزومي بالسؤال وعندها نبدأ بالتعرف على تكملة ما قالته البطلة ولم نسمعه او ندرك المغزى منه، هذه الفقرة كانت عبقرية إذ لم تخلق فقط جواً من التشويق ولكن وضعتنا وكأننا مع الشخصيات وكأننا مشتركين في الحوار وهذه واحدة من مزايا درامات ساكاموتو يوجي فلا تخلو دراماته من هذه المشاهد.
وضعنا يشبه تماماً الجندب في قصة "النملة و الجندب"من المؤكد أننا نحلم أن نعيش حياتنا بصفتنا موسيقينلكن أنا متأكدة بأننا نملك اجابتنالا يمكننا أن نصبح كهؤلاء الناس الذين بإمكانهم العيش على ما يحبونه وحسب.أظن بأن هنالك خيار من الممكن صنعه لهؤلاء الذين لا يمكن لشغفهم أن يتحول لعمل.سواء بإتخاذ الأمر هواية، أو الاستمرار بمطاردة الحلم.فالنملة التي تستمر باتخاذه هواية سوف تعيش بسعادة،أما بالنسبة للجندب الذي ظل حالماً و جد نفسه بالنهاية في مستنقع.
القصة قد لا يبدو فيها الكثير من الاحداث الا انها تحمل الكثير من الاحتمالات. ايموري يبدو عالقاً بديون ما ويبدو ان شخص ما غير السيدة العجوز هو من دفعه الى تعقب ماكي. اما سوزومي فدافعها بسيط وواضح مع انها تخفي شيئاً ايضاً. ماكي ماكي قد تبدو الشريرة هنا لوهلة ولكني اجد الدافع الغامض لبيبو يلوح بالشر اكثر.
اداء الممثلين اضاف نكهته للدراما لكن المؤكد هو ان ماتسوشيما وماتسو لمعتا اكثر بكثير من ماتسودا وتاكاهاشي ولكن هذه ليست سوى الجولة الاولى والحلقة انصبت على تقديمها اكثر من البقية.
لتكملة هذا الاقتباس شاهدوا الحلقة :)
حكمي النهائي... ليس بعد، لا حكم الا بعد الانتهاء من الدراما باكملها. لكني "بالتأكيد" اتطلع للحلقة القادمة بكل صبر.
0 comments:
إرسال تعليق